مخالفة طالب العلم لشيوخه في بعض المسائل

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اقتفى أثرهم الى يوم الدين و بعد أريد أن أثير موضوعا طالما كنت أفكر فيه لكن بحكم عدم التمكن من الجلوس الى الشيوخ لأسباب معلومة هنا أسأل الله أن يفرج علينا و على اخواننا انه و لي ذلك و مولاه...وهي حول مخالفة طالب العلم لشيخه في بعض المسائل و الأحكام الفقهية مثل صفة الصلاة و غيرها من المسائل فهل يجوز لمن طلب العلم أو سمع من شيخ معين أن يخالف شيخه الذي يجلس للطلب على يديه في بعض مثل هذه الأحكام بحسب ما تبين له من الدليل أم أن الواجب هو أن يتبع معلمه في كل شيء حتى يصبح أهلا للمخالفة و الترجيح و يكون العمل بالآية في سورة الكهف=هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا. و بالتالي يتحقق شرط الاتباع للمعلم للتعلم؟؟؟؟؟و صلى الله و سلم على سيدنا و حبيبنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أخي بارك الله فيك يسر الله لكم مجالس العلم وأسئل الله أن يمن على أهل تونس بالمجالس الشرعيه العلمية أنه على كل شئ قدير
أما بالنسبة لموضعك الذي كنت تريد ان تثيره
فقد قال الإمام أحمد لا يكون الرجل فقيها وهو يحمل الناس على مذهبه
أو قال ولا ينبغي للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه
هذا بالنسبة للشيخ أما بالنسبة للطلبه فكلامات الأئمة مشهورة معروفة في ذم التعصب والتقليد وترك الدليل من أجل الشيخ وهذا كله من اتباع الهوى وليس من اتباع الحق وإنما اتباع الحق يقتضي إتباع الدليل ولو خالفت شيخك كما قال ابن القيم عليه الرحمة : وشيخ الإسلام حبيب لدينا ولكن السنة أحب إلينا ) تأمل هذه الكلمة ويلها من كلمة على وجزتها لكن هذا مقيد بان يكون الطالب اهل لذاك وليست المخالفه لمجرد المخالفة فهناك بعض الطلبة هداهم الله يهون مخالفة الشيخ وهذا من حب الظهور عافانا الله وإياكم منه فليست المخالفه لمجرد المخالفه وإنما تكون من أجل الدليل الذي إتضح لك كالشمس في كبد السماء وإلا فهل ترى احمد إلتزم بجميع أقوال الشافعي ام هل ترى الشافعي إلتزم بجميع أقوال مالك فلولا أن احمد خالف الشافعي وأن الشافعي خالف مالك ما خرج لنا لا شافعي ولا أحمد ولكن هذا كله مقيد كما سبق
أن يكون الطالب أهل لذالك وليس في بدابة الطلب وإنما حين يتضح له راجح من مرجوح أولا ثم يخالف من أجل الدليل لا من اجل المخالفة واتباع الهوى ؛ وألا يبدي ذلك للشيخ تعديا وسوء ادب وتبجح وإنما يجعله على هيئة مناقشه بينه وبين الشيخ فلعل الشيخ معه دليل لا يعلمه الطالب او لعله مبني على أصل لم يفقه الطالب.... إلخ
أم ما ذكرت من الإستدلال بالآيه فلا أعلم أحد من أهل العلم حملها على هذا المعنى
وعليه يجوز إن كان على الشروط السابقه والله أعلم وفي إنتظار بقى الردود من الإخوة الكرام والتعقب والتوجيه وجزى الله الجميع خيرا

جزاك الله خيرا كلام رائع وتفصيل جيد وهذا يظهر جلي في شيخنا حفظه الله ورعاه فهو لا يحمل التلميذ على مذهبه أبدا بل يسوغ لهم ان يخالفوه إذا إتضح لأحدهم قول غير الذي قاله الشيخ
حتى علمت ان اهل بيته يخالفونه في مسألة الذهب المحلق والشيخ لا ينكر عليهن
أسئل الله أن يحفظ لنا الشيخ ويبارك في عمره وعلمه وينفعنا بعلمه انه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد..هذا ما قصدته من متابعة الشيخ أخي العزيز وهو المقصود من الآية فمتى أصبح بمقدور الطالب أن يميز بين العام و الخاص و مراتب الدليل و مناطات الدليل و غير ذلك أمكنه الاستقلال برأيه أما ان كان مبتدءا فلا أرى أن يختلف عن الشيخ لأن الشيخ يفهم الدليل أحسن منه و هو أعلم منه و ما كان من مخالفة عن غير علم فانما هو من اتباع الهوى أما فيما يخص الاستدلال بالآية فلقد تعرضت لها في تفسير سورة الكهف للشيخ عائض القرني حفضه الله و هو ما يمكن ادراجه ضمن آداب الطالب في الطلب كما هو الحال في قوله تعالى للرسول عليه الصلاة و السلام= لا تحرك به لسانك لتعجل به انا علينا جمعه و قرآنه فاذا قرأناه فآتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه. و هنا نجد أمر الله جل و علا للرسول وهو يسرع من أجل أن يحفظ القرآن عن جبريل أمره باتباع القراءة و هو من آداب الطالب أيضا و قد استدل بها الشيخ السالف ذكره حفضه الله أيضا و الله أعلم

هذه منظومه جيده رأيت أن أنقلها هنا لتعلقها بالموضوع






قال أبو حنيفة الإمـــامُ *** لا ينبغي
لمــــــــن له إسلامُ


أخذ بأقــوالَي حتى تعرضاَ *** على الكتاب
والحــــديث المرتضىَ


ومالك إمـام دار الهجرةْ *** قال وقـــــــد أشار نحو الحجرةْ


كل كلام منه ذو قبولِ *** ومنه مردود ســـــــوى الرسولِ


والشافعي قال إن رأيتمواُ *** قـــــــــولي مخالفاً لما رويتموُ ا


من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقــــــــولي
المخالف الأخبارا


وأحمدٌ قال لهم لا تكتبوُا *** ما قلته بل
أصـــــــل ذلك اطلبواُ


فاسمع مقالات الهداة الأربعـة *** واعمـــــل بها فإن فيها منفعة


لقمعها لكــل ذي تعصبِ *** والمنصــــــفون يقتدون
بالنبيِ


إلى أن قال في رد قول بعضهم ،


وقال قــومٌ لو أتتني مائةٌ *** مـــــن الأحاديث رواها الثقةٌ


وجاءني قول عــن الإمامِ *** قـــــــدمته
ياقبح ذا الكلامِ


من استخف عامداً بنص ماَ *** عــــــن النبي جا
كفرته العلماَ


فليحذر المغرور بالتعصبِ *** بفتنة برده
قــــــول النبيِ . ( 1 )

---

( 1 ) انظر :
زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم لمحمد حبيب الله بن ما يابى 3 / 279 .

كلام جيد لكن سبحان الله أنتم ترون أن الطالب المبتدء يخالف شيخه و ان لا يملك علما و ان كان في بداية الطلب؟؟؟ لا أستطيع أن أقتنع بذلك و الا فستكون الفوضى و عدم الثقة نسأل الله العافية هذا ما تعلمته من الشيخ ابن عثيمين أما ان صار بامكان الطالب أن يستدل و أن يقدر الدليل و مراتبه و الخاص و العام و المجمل و المعين و الناسخ و المنسوخ فله أن يخالف شيخه في المسألة التي تترجح لديه بالدليل أما ما يكون بخلاف ذلك من أن يأتي جاهل ليخالف بما يراه و ما يناسب نفسه فهذا مرفوض بالكتاب و السنة و العقل معا.

يا اخي بارك الله فيك أين في كلام اخينا أبي زياد أو في كلامي اننا نقول أنه يخالف ولو كان مبتدء بل لو تأملت كلام أخينا جيدا لرأيته نص على أن يكون اهلا لذالك لا بمجرد الهوى وهناك شرط أخر أنصه عليه لو سمح لنا اخونا أبو زياد وهو أن لا يخرج بقول جديد عن أقول أهل العلم وإنما أن يكون مع الدليل وله سلف في فهم الدليل ولا يخرج بقول جديد ليس له فيه سلف وهذا ينص عليه شيخنا كثيرا في كلامه فنرجوا يا أخي ان تتأمل كلامنا وجزاك الله خيرا

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد جزاك الله خيرا هذا ما كنت أقصده بالضبط و لو تثبتت مما قلت في بداية طرح هذا الموضوع _حتى يصبح أهلا للمخالفة و الترجيح-و هذا ما كنت أريده حتى يصبح أهلا لذلك و أسأل الله أن يفقهنا في الدين و أن يرزقنا الاخلاص في الأقوال و الأعمال و الأحوال انه ولي ذلك و مولاه و السلام عليكم و رحمة الله بركاته

جزاك الله خيرا أختنا هذا ضابط زهلت عنه بارك الله فيك
أخونا الفاضل أرجوا ان يكون قد إتضح لك ما قلت وما كنت أنص عليه من ضوابط وأرجوا ان تقرء المسهمات جيدا قبل الرد وبارك الله فيك وزادك الله حرصا على العلم واسئل الله ان يمن على أهل تونس بالمجالس علمية إنه ولي ذلك والقادر عليه