ابى عبيدة عمرو شربين طالب علم جديد معنا
عدد الرسائل : 28 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
| موضوع: الأدب في طلب العلم الأربعاء أكتوبر 08, 2008 5:49 pm | |
| الأدب في طلب العلم
لفضيلة الشيخ صلاح الين على عبد الموجود لابد لطالب العلم من آداب في نفسه , تعينه على ثبات عِلْمِه ونشره . عن المهدي أبي عبد الله قَالَ : سمعت سفيان الثوري , يقول : كان يقال : أَوْلُ العِلْمِ الصَّمت , والثاني : الاستماع له وحفظه , والثالث : العمل به , والرابع : نشره وتعليمه . عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : كَادَ الْخَيِّرَانِ أَنْ يَهْلِكَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ ؛ أَشَارَ أَحَدُهُمَا بِالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ -أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ -وَأَشَارَ الْآخَرُ بِغَيْرِهِ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ : إِنَّمَا أَرَدْتَ خِلَافِي , فَقَالَ عُمَرُ : مَا أَرَدْتُ خِلَافَكَ , فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إِلَى قَوْلِهِ {عَظِيمٌ} قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَكَانَ عُمَرُ بَعْدُ ؛ إِذَا حَدَّثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ حَدَّثَهُ كَأَخِي السِّرَارِ , لَمْ يُسْمِعْهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمَهُ . وهذا عبد العزيز بن مروان - والد عمر بن عبد العزيز - بعث ابنه عمر إلى المدينة يتأدبُ بها , وكتب إلى صالح بن كيسان يتعاهده , وكان يلزمه الصَّلوات , فأبطأ يومًا عن الصَّلاة فقال : ما حبسك ؟ قَالَ : كَانَتْ مُرَجِّلَتي تُسَكِّن شَعْرِي , فقال : بلغ من تَسْكِين شَعْرِكَ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى الصَّلاة . وكتب بذلك إلى والده فبعث عبد العزيز رسولًا إليه ؛ فما كلَّمه حتى حلق شعره . قَالَ مالك بن أنس : وحُق على من طَلَبَ العِلْمَ أن يكون له وقار وسكينة وخشية , والعِلْم حسن لمن رُزِق خيره , وهو قَسْمٌ من الله , فلا تمكن النَّاس من نفسك , فإن من سعادة المرءِ أن يُوفق للخيرِ , وإن من شِقْوَةِ المرء أن لا يزال يخطئ , وذُلٌ وإِهَانَةٌ للعِلْمِ أن يتكلم الرجلُ بالعلمِ عند من لا يطيعه . قَالَ القعنبي : سمعت مالك بن أنس يقول : كان الرَّجل يختلف إلى الرَّجُلِ ثلاثين سنة يتعلم منه .
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَك : لَو لَمْ يُؤْتَ مَخْلَد بن حُسين إلا ليعلم منه الأدب , كان يَنْبَغِي أَنْ يُؤتى . قَالَ زكريا العنبري : عِلْمُ بِلَا أَدَبٌ كَنَارِ بِلا حَطَب , وَأَدَبٌ بِلَا عِلْم كَرُوحٍ بِلَا جِسْم . قَالَ الحسن : إن كان الرَّجُل ليخرج في أَدَبِ نَفْسِهِ السَّنَتَيْن ثُمَّ السَّنَتَيْن . قَالَ عبد الله بن المبارك : طَلَبْنا الأدبَ حين فاتنا المؤدِّبون . وعن عبد الرحمن بن مهدي قَالَ : رأيت رجلًا جاء إلى مالك بن أنس يسأله عن شيءٍ أيامًا ؛ ما يجيبه ! فقال : يا أبا عبد الله إني أريد الخروج , قَالَ : فَأَطْرَقَ طَويلًا ثم رفع رأسه وقال : ما شاء الله يا هذا ! إِنِّي إِنَّمَا أَتَكَلَّم فِيمَا أَحْتَسِب فِيه الخير , وليس أُحْسِنُ مَسْأَلَتَك هَذِه . وعن ابن مهدي قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ مَالِكًا عَنْ مَسْألَةٍ , فقال : لا أُحْسِنها , فقال الرجل : إني ضَرَبتُ إِلَيك من كَذا وكذا لأسألك عنها , فقال له مالك : فَإِذَا رجعت إلى مَكَانك , وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك : إني لا أُحْسِنها . فقد كان من هدي السَّلف رضي الله عنهم التَّرَوِّي في طلب العلم ولا ينشرونه إلا بقدر حاجةِ النَّاس إليه ليظلَّ عَزِيزًا عند أهله . قَالَ سُفْيان الثَّوري : مَنْ حدّث قبل أن يحتاج إليه ذَلَّ . وَقَالَ أيضًا : إذا ترأس الرَّجُل سَرِيعًا أَضَرَّ بِكَثيرٍ من العلم , وإذا طَلَب وطَلَب بلغ . وعن عبد الرحمن بن مهدي قَالَ : كان يقال : إذا لقي الرَّجُلُ الرَّجُلَ فوقه في العلم , فهو يوم غنيمته , وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلم منه , وإذا لقي من هو دُونه تواضع له وعلَّمه. وَقَالَ سُفْيان الثَّوري: لا نَزَالُ نَتَعَلَّمَ العِلْمَ مَا وَجَدْنَا مَنْ يُعَلِّمنا . وعن زيد بن الحباب قَالَ : سمعت سفيان الثَّوري وسأله شيخ عن حديثٍ فَلَمْ يجبه , قَالَ : فَجَلَسَ الشَّيخُ يبكي , فقام إليه سفيان فقال : يا هذا ! تريد ما أخذته في أربعين سنة أن تأخذه أنت في يومٍ واحد . قَالَ أبو داود : كنت يومًا بباب شعبة , وكان المسجد مِلْأً فخرج شعبة فاتَّكأ علي , وقال : يا سُليمان ! ترى هؤلاء كلهم يخرجون مُحَدِّثين ؟ قلت : لا , قَالَ : صَدَقْت , ولا خمسة ! يكتب أحدهم في صغره ثم إذا كبر تركه , أو يشتغل بالفساد . ثم نظرت بعد ذلك فما خرج منهم خمسة . قَالَ الشّافِعي : فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا , وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه ؛ لكان الإمساك أولى به , وأقرب من السلامة له إن شاء الله . يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته :
هَذَا وَإِنِّي بَعْدُ مُمْتَحَـنٌ بِـأَرْبَعَـةٍ وَكُلُّهُـمُ ذَوُو أَضْغَـانِ | فَظٌ غَلِيظٌ جَاهِـلٌ مُتَمَعْلِـمٌضَخْمُ العِمَامَةِ وَاسِعُ الأرْدَانِ | مُتَفَيْهِقٌ مُتَضَلِّعٌ بِالْجَهْـلِ ذُوصَلَعٍ وَذُو جَلَحٍ من العِرْفَـانِ | مُزَجَي البِضَاعَةِ فِي العُلُومِ وَإِنَّهُزَاجٍ من الإِيهَـامِ وَالْهَذَيَـانِ | يَشْكُو إِلَى اللهِ الْحُقُوقَ تَظَلُّمًامن جَهْلِهِ كَشِكَايَةِ الأَبْـدَانِ | من جَاهِلٍ مُتَطَبِّبٍ يُفْتِي الوَرَىوَيُحِيلُ ذَاكَ عَلَى قَضَا الرَّحْمَنِ |
doPoetry()
| عَجَّتْ فُرُوجُ الْخَلْقِ ثُمَّ دِمَاؤُهُمْوَحُقُوقُهُمْ مِنْـهُ إِلَـى الدَّيَّـانِ | مَا عِنْدَهُ عِلْمٌ سِوَى التَّكْفِيرِ والتَّبْدِيـعِ والتَّضْلِيـلِ والبُهْـتَـانِ | وقال قتادة : مَنْ حَدَّثَ قَبْلَ حِينِهِ افْتَضَحَ في حِينِهِ . ولقد كان من هدي السَّلف رحمهم الله , طُول الملازمة للمشايخ مع حسن الأدب , قَالَ مَعْمَر : سمعت الزُّهْرِي يقول : إن كنت لآتي باب عروة ؛ فأجلس ثم أنصرف ولا أدخل , ولو أشاء أن أدخل لدخلت إِعظامًا له . وقال سمعت الزُّهْرِي يقول : مَسْت رُكْبَتي ركبة سعيد بن المسيب ثماني سنين . قَالَ الزُّهْرِي : كنا نأتي العالم ؛ فما نَتَعَلَّمُ مِنْ أَدَبِهِ أَحَبّ إلينا من عِلْمِهِ . وقال معاذ بن سعد : كنت جالسًا عند عطاء , فحدَّث بحديثٍ فعرض رجل له في حديثه فغضب عطاء , وقال : ما هذه الأخلاق ؟! وما هذه الطَّبائع ؟! والله إني لأسمع الحديث من الرَّجُلِ وأنا أعلم به منه ؛ فأريه أني لا أحسن شيئًا منه . وقال ابن وهب : ما نقلنا من أَدَبِ مَالِكٍ أكثر مما تعلمنا من عِلْمِهِ . قَالَ أبو الدَّرداء : مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ مَمْشَاه , ومَدْخَلُه , ومَخْرَجُه , ومجلسه مع أَهْلِ العِلْم . قَالَ أحمد بن سِنان : كان لا يُتَحَدَّثُ في مجلسِ عبد الرحمن , ولا يُبْرَى قَلَمٌ ولا يَتَبَسَّمُ أحدٌ ولا يقوم أحدٌ قائمًا , كأن على رُؤُوسهم الطَّير , أو كأنهم في صلاة , فإذا رأى أحدًا منهم تبسَّم أو تحدَّث ؛ لبس نعله وخرج . قَالَ سفيان الثوري لسفيان بن عيينة : مَالَكَ لا تحدث ؟ فقال : أَمَا وَأَنْتَ حَيٌّ فَلَا . . قَالَ أبو إسحاق الجوزجاني : سمعت يحيى بن معين يقول : الذي يحدث ببلد به من هو أولى بالتَّحْدِيثِ مِنْهُ أَحْمَق وإِذَا رَأَيتني أُحدِّث ببلدٍ فيها مثل أبي مِسْهَر فينبغي للحيتي أن تُحْلق . وقيل إن أبا نُعيم الحافظ ذُكِرَ لَه ابن مَنْدَة , فقال : كان جبلًا من الجبال . فهذا يقوله أبو نُعيم مع الوحشةِ الشَّديدة التي بينه وبينه . وهذا شعبة لما يسمع صوت الأقلام على الألواح أراد أن يلمح لطلابه مسألة في الأدب مُعَرِّضًا لها دون تصريح , فلما لم يدركوا مراد شيخهم ترك التحديث .
قَالَ الأصمعي : كنا عند شعبة فجعل يسمع -إذا حدث - صوت الألواح , فقال : السَّماء تمطر ؟ قالوا : لا , ثم عاد للحديث فسمع مثل ذلك , فقال : المطر ؟ قالوا : لا , ثم عاد فسمع مثل ذلك , قَالَ : والله لا أحدِّث اليوم إلا أَعْمَى , فمكث ما شاء الله , فقام أَعْوَرٌ فقال : يا أَبَا بِسْطَام تخبرني أنا . ورحل يحيى بن يحيى إلى مالكٍ وهو صغير , وسمع منه وتفقه بالمدنيين والمصريين من كبار أصحاب مالك , وكان مالكٌ يعجبه سمته وعقله , وروي أنه كان يومًا عند مالك في جُمْلَةِ أَصْحابِهِ , إذا قَالَ قَائِلٌ : قد حضر الفِيل فخرج أصحاب مالك كلهم لينظروا إليه , فقال له مالك : لم لا تخرج فترى الفيل ؟ لأنه لا يكون بالأندلس ! فقال له يحيى : إنما جِئْتُ من بلدي لأنظر إليك , وأتعلم من هَدْيِك وعِلْمِك , ولم أجيء لأنظر إلى الفيل , فَأُعْجِب به مالك , وسمّاه عاقل أهل الأندلس , وانتهت إليه الرياسة في العلم بالأندلس . قال محمد بن رافع : كنت مع أحمد وإسحاق عند عبد الرَّزاق , فجاءنا يوم الفطر فخرجنا مع عبد الرَّزاق إلى المصلى ومعنا ناس كثير , فلما رجعنا دعانا عبد الرَّزاق إلى الغداء ثم قَالَ لأحمد وإسحاق رأيت اليوم منكما عجبًا لم تكبرا ! فقال أحمد وإسحاق : يا أبا بكر كنا ننتظر هل تكبر فنكبر ؛ فلمّا رأيناك لم تكبر أمسكنا , قَالَ : وأنا كنت أنظر إليكما هل تكبران فأكبر . قَالَ أبو حاتم الرازي : كان ابن المديني علمًا في النَّاس في معرفة الحديث والعلل , وكان أحمد بن حنبل لا يسميه ؛ إنما يكنيه تبجيلا له , ما سمعت أحمد سمّاه قط. ولا بد أن يكون طالبُ العلم عفيفًا , متغافلًا عمّا في أيدي النَّاس ليصون علمه ويحفظه . قَالَ الفضل بن عمر النَّسوي : كنت بجامع صور عند الخطيب -البغدادي , فدخل عليه عَلَويٌ وفي كُمِّه دنانير فقال : هذا الذَّهب تصرفه في مهماتك , فقطب الخطيب وقال : لا حاجة لي فيه , فقال : كأنك تستقله ! ونفض كمه على سجادة الخطيب , وقال : هي ثلاث مائة دينار , فخجل الخطيب وقام , وأخذ سجادته وراح , فما أنسى عِزَّ خروجه , وذُلَّ العَلَوِيِّ وهو يجمع الدَّنَانير 0وهذا ابن أبي الطَّيب العلامة المفسر , حمل إلى السَّلطان محمود بن سبكتكين ليسمع وعظه , فلما دخل جلس بلا إذن , وأخذ في رواية حديثٍ بلا أمر , فتنمر له السُّلطان , وأمر غلامًا فلكمه لكمةً أطرشته , فعرَّفه بعضُ الحاضرين منزلته في الدِّين والعِلم , فاعتذر إليه وأمر له بمالٍ فامتنع , فقال : يا شيخ إن للمُلك صولة , وهو محتاج إلى السياسة , ورأيت أنك تعديت الواجب , فاجعلني في حِلٍّ , قَالَ : الله بيننا بالمرصاد , وإنما أحضرتني للوعظ وسماع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وللخشوع , لا لإقامة قوانين الرئاسة , فخجل الملك , واعتنقه . وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي : كان عطاء بن أبي رباح عَبدًا أسودًا لامرأةٍ من أهل مكة , وكان أنفه كأنه باقلاة , قَالَ : وَجَاءَ سُليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين إلى عطاء هو وابناه , فجلسوا إليه وهو يصلي , فلما صلى انفتل إليهم , فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج , وقد حول قفاه إليهم , ثم قَالَ سُليمان لابنيه : قوما , فقاما , فقال : يا ابني لاتنيا في طلب العلم , فإني لا أنسى ذُلَّنا بين يدي هذا العبد الأسود 0جاء ابن لسليمان بن عبد الملك , فجلس إلى جنب طاووس , فلم يلتفت إليه فقيل له : جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه ! قَالَ : أردت أن يعلم أن لله عبادًا يزهدون فيما في يديه .
من كتاب ((العبادة واجتهاد السلف فيها)).... للشيخ | |
|
أبو زياد النعماني المشرف العام
عدد الرسائل : 451 الموقع : https://aboomar.yoo7.com/ التخصص : أميل إلى الفقه شيئا ما البلد : بلد العلم والمعرفة تاريخ التسجيل : 10/06/2008
| موضوع: رد: الأدب في طلب العلم الأربعاء أكتوبر 08, 2008 6:35 pm | |
| جزاك الله خيرا يا ابا عبيدة
هل من الممكن ان تترجم لنا الشيخ بااااااااااااااااااااااارك الله فيك
عدل سابقا من قبل أبو زياد النعماني في الجمعة أكتوبر 10, 2008 3:02 am عدل 1 مرات (السبب : تعديل الشيه إلى الشيخ) | |
|