هل هناك علاقة بين قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وقصيدة لمن طلل بين الجدية والجبل المنسوبة لأمرؤ القيس
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ
ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت
عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ
أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ
ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ
ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ
وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ
وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ
وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ
ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي
تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي
تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً
ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ
ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً
ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ
مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا
عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً
تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا
إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا
كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا
إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ
فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ
فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي
تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي
يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم
وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ
ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا
مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ
ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ
سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً
وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت
بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي
مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ
ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا
وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو
دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي
وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل
وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ
عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى
لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ
فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة
فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا
مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت
ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ
ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا
مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً
لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ