أبو زياد النعماني المشرف العام
عدد الرسائل : 451 الموقع : https://aboomar.yoo7.com/ التخصص : أميل إلى الفقه شيئا ما البلد : بلد العلم والمعرفة تاريخ التسجيل : 10/06/2008
| موضوع: عقيدة أهل اسنة في الصحابة ( من هو الصحابي )من بحثي الخاص بعثمان الأحد أكتوبر 05, 2008 1:37 am | |
| أنقل لكم من بحثي الخاص بعثمان رضى الله عنه
عقيدة أهل السنة فى الصحابة
تمهيد فى بيان من هو الصحابى"[1]"
وقبل البحث بالتفصيل فيما يتعلق باعتقاد أهل السنة فيما يخص الصحابة ينبغى أن نعرف من هو الصحابي الذى ثبت له مقام الصحبة ويترتب على ذلك تبعاً تلك الآثار العظيمة والنتائج الكريمة التى تثبت لكل من صحب النبي r .
أما الصحابي في اللغة : فهو منسوب إلى الصحابة والصحابة إما بمعنى الصحبة ، وإما بمعنى صاحب ، فكل من صحب غيره ولو ساعة فهو صاحب ؛ لأن الصاحب اسم فاعل من صَحِبَ . وله معانى فى اللغة تدور حول الملازمة والانقياد.
وأما تعريف الصحابي في الاصطلاح فللعلماء فيه أقوال :
القول الأول :
وهو الذى عليه جمهور المحدثين وذكره الآمدى فى الأحكام وفصله ابن حجر فى الإصابه والفتح وشرح النخبة .
قال الآمدى الصحابي هو من رأى النبي وإن لم يختص به اختصاص المصحوب يعني وإن لم يكن له مصاحباً ملازماً ولا روى عنه ولا طالت مدة صحبته له فهو صحابي وهو قول الجمهور وضبطه الحافظ قال : أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي هو ( من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام ).
قلت : هذا تعريف جامع مانع لأن من شروط التعريف أن يكون جامعاً مانعاً ، جامعاً لكل صفات المعرف ، مانعاً لغير صفات المعرف أن يدخل فيه ؛ فيدخل فى ذلك من طالت صحبته ومجالسته للنبي أو من قصرت ، ومن روى عنه ومن لم يرو ، ومن غزى معه ومن لم يغز ، ومن رآه رؤية وإن لم يجالسه , بل ومن لم يراه لعارض كالعمى كعبد الله بن ام مكتوم , قال الحافظ : ويدخل كل مكلف من الجن والإنس إذا انطبقت عليه شروط التعريف .
والصحابي فى إطلاقه يشمل الحر والعبد والمولى والذكر والأنثى والكبير والصغير إذا انطبقت عليه الشروط السابقة لأن المراد هو الجنس أي جنس الصحابة .
ويدخل فى ذلك من ارتد وعاد إلى الإسلام قبل أن يموت سواء اجتمع بالنبي r مرة أخرى أم لا وهذا هو الصحيح المعتمد كطليحة فهذا من أصحاب رسول الله r فى أخريات حياة النبي r تنبأ وارتد عن الإسلام ثم لما مات النبي r جمع الصعاليق وهاجم مدينة النبي r ورُدَ عن المدينة بأمور فيها كثير من المشقة إلا أنه وقد مات النبي r هداه الله إلى الإسلام فأسلم وذلك بعد موت النبي r فأسلم وحسن إسلامه ومات شهيداً فالصحيح المعتمد أن له صحبة وهو مذهب الشافعي ومن تبعه وهو أن الردة لا تحبط العمل إلا بموت المرتد كافراً .
وأما مذهب أبي حنيفة أن الردة تبطل ثواب جميع الأعمال ولو رجع إلى الإسلام مرة أخرى فإن الرجل إذا كان قد حج ثم ارتد عن الإسلام ثم عاد إليه فإنه يجب عليه أن يحج مرة أخرى عند أبي حنيفة قال لأنه فرض عمري فتبطل صحبته بالردة فلا يكون صحابي إلا إذا ثبتت له رؤية أخرى وإلى هذا ذهب مالك أيضاً ولكن الأول أرجح .
ويخرج من ذلك من لقيه r كافراً ولو أسلم بعد موته إذا لم يجتمع به مرة أخرى وكذلك يخرج من لقيه مؤمناً بغيره فمن لقي النبي r مؤمناً بموسى أو بعيسى ولم يؤمن بالنبي r فلا يعد صحابياً ، وكذلك يخرج من لقيه مؤمناً ثم ارتد, فقد أخرج الإمام مسلم وكذلك البخاري عن الرجل الذي كان نصرانياً ثم أسلم وظل يتعلم القرآن حتى حفظ البقرة وآل عمران وكان من كتاب الوحي ثم أدْرَكَتْهُ شِقوته وقعدت به فكفر بالله ولحق بأهل الكتاب حتى مات على ذلك يقول أنس حتى قسم الله رقبته ثم دفن فلفظته الأرض كما فى الحديث .
هذا التعريف هو الصحيح المعتمد عند البخاري وشيخه أحمد وقد قال أحمد كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعةً فهو من أصحابه وقال البخاري من صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه .
القول الثانى :
أن الصحابى هو من طالت صحبته للنبى r وكثرت مجالسته على طريق التبع له والأخذ عنه حكاه السمعانى وقال : وهذا طريق الأصوليين ، وقال البلطيني : هذا الذى حكاه السمعانى هو طريق بعض الأصوليين والمشهور عندهم هو المعروف عند المحدثين وهو الذى عليه جمهور أهل العلم وهو أن الصحابي هو من لقى النبي r مؤمناً به ومات على الإسلام وعليه فيثبت لكل من شهد مع النبي r حجة الوداع مقام الصحبة من الآفاقـيِّن الذين جاؤوا من الآفاق ومن الصحراء والقبائل من بطونها ليشهدوا مع النبي r الموسم فكل هؤلاء من أصحاب رسول الله r .
القول الثالث :
أن الصحابي هو من أقام مع رسول الله r سنة أو سنتين وغزى معه غزوة أو غزوتين وهو مروى عن سعيد بن المسيب كما رواه الخطابي فى الكفاية قال العراقى : لا يصح هذا عن سعيد ففى الإسناد إليه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف فى الحديث .
القول الرابع :
وهو اشتراط طول الصحبة مع اشتراط الأخذ عنه حكى هذا القول عمر بن يحيى فى كتاب الأحكام فى أصول الأحكام .
القول الخامس :
أن الصحابي هو من رأى النبي r مسلماً بالغا عاقلا حكاه الواقدي قال العراقي : التقيد بالبلوغ شاذ لأن من صغار الصحابة الذين كانوا عايشوا النبي r جملة وافرة وقد حملوا عنه أحاديث متكاثرة ومنهم على سبيل المثال محمود بن الربيع قال عقلت عن رسول الله r مجة مجها فى وجهي ولي خمس سنين وقد بوب البخاري وذهب غيره من علماء المحدثين أنها بداية سن التحمل فى العلم على أن الصواب ضد هذا إذ هي ليست مقيدة بسن إنما مبناها على مسألة الانتباه والتركيز والوعي فإذا كان فاهماً واعيا لما يقال له فإنه يكون أهلا للتحمل كما هو المختار عند علمائنا إذن إذا قيل أن الذى رأه مسلماً بالغا عاقلا هو الذى يثبت له مقام الصحبة فهذا يخرج كثيراً من أصحاب رسول الله r من صغارهم الذين لم يبلغوا حتى توفى الله النبي r ولذلك يقول العراقي التقيد بالبلوغ شاذ لا يذهب إليه جمهور أهل العلم.
القول السادس :
أن الصحابي هو من أدرك زمن النبي r وإن لم يره ، فهذا القول أدخل كل من كان في عهد النبي r مسلماً وإن لم يكن قد رأى النبي r .
قلت : والقول المختار هو القول الأول وهو الذى عليه جمهور أهل العلم والذى اختاره الحافظ وهو أن الصحابي هو من لقي النبي r مؤمناً به ومات على هذا.
)[1] الإصابة – عقيدة أهل السنة فى الصحابة للشيخ رسلان )
وكتبه أبو زياد النعماني
| |
|