# فرع : ما الذى نستفيده من معرفة أصحاب رسول الله
r
؟ من أهم
الأمور التي نستفيدها من معرفتهم :
1-
الاقتداء بهم فى
سيرتهم لأنهم الصفوة في هذه الأمة بعد نبيها r .
2-
الحكم لهم بالعدالة
فمتى ما ثبتت الصحبة لواحد فإنه قد ثبتت له العدالة مطلقاً.
3-
تفيدنا فائدة كبيرة فى
التميز بين المرسل والموصول .
# ما هو المراد بالعدالة ؟
إن المراد
بالعدالة هو تجنب تعمد الكذب في الرواية والانحراف فيها بارتكاب مايوجب عدم قبولها
وتجنب خوارم المرؤة فإن الذنب على فرض وقعه لا يمنع من قبولها.
#
هل المراد بثبوت العدالة ثبوت العصمة لهم واستحالة المعصية ؟
الأمر ليس
كذلك وإنما المراد بثبوت عدالة الصحابة قبول روايتهم من غير تكلف ببحث عن أسباب العدالة
وطلب التزكية إلا إذا ثبت ارتكاب قادح يقدح في العدالة ولم يثبت ولله الحمد ؛ إذاً
فنحن على استصحاب ما كانوا في زمن رسول الله r حتى يثبت خلافه ولا يلتفت إلى ما يرويه أهل
السير فإنه فى جملته كذب لا يصح ولذلك احذر أن تقرأ شيئاً في كتب التاريخ فى
الفترة التي أعقبت وفاة النبي عندما نشب الخلاف بين الأصحاب هذا كأنه محرم قرائته
عند أهل السنة والجماعة على المسلمين وهذا كأنه محرم النظر فيه والبحث في مطاويه
عند علمائنا من علماء أهل السنة وهو جزء من اعتقاد أهل السنة والجماعه كما سيأتى إن
شاء الله تعالى ، ومن هنا تعلم خطأ أولئك الذين ينشرون - سواء كان في المسموع أو
المقروء أو المرئي- ماكان بين أصحاب النبي r مما وقع بينهم من أمور الاختلاف والاقتتال ، والضابط
فى ذلك كله أن الصحابة اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه وهم عدول والطعن فيهم ورميهم
بأنهم كانوا أصحاب دنيا أو كانوا باحثين عن الملك أو كانوا غير مجتهدين وإنما
كانوا أصحاب هوى هو طعن فى دين الله رب
العالمين وطعن فى النبى الأمين r
بل هو طعن فى الله رب العالمين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا لأن
الله اختارهم لصحبة نبيه ثم لم يكونوا كذلك على قول من يرميهم ويسبهم والله عدلهم
فى كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الأمين ثم يأتى هؤلاء فينفون عدالتهم عنهم فإنهم
يطعنون فى الله لا فى نبيه ولا فى الصحابة ولا فى الإسلام وإنما يرمون الله رب العالمين
بالعظائم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهذا معلوم لدى كل من شم من العلم رائحة
ما.
ونصوص الكتاب والسنه وكذلك إجماع الأمة مثبتة لعدالة
الصحابة كما سيأتى بيانه